أثمر النتائج الطيبة في معرفة رواة الأحاديث والأخبار التي كان لها الدور المهم في معرفة قوة الرواية وضعفها مما كان له الأثر الفعال في تسهيل مهمة علماء الجرح والتعديل بعد ذلك.
2. الشمولية في عرض حوادث السيرة من المولد إلى الوفاة وعدم الاقتصار على ذكر جانب واحد أو شذرات متفرقة منها (?) ، إذ أعطى أحد الباحثين وصفا لهذا المنحى الجديد في عرض أخبار السيرة، عدّ فيه الزهري أول جامع لما رواه التابعون عن السيرة مع ما أضاف إليها من الأخبار التي أعطت بعد ذلك الهيكل العام للسير المعروفة عند ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي (?) ولكن مع هذه الشمولية في عرض الزهري لأحداث السيرة، وجدت هنالك فجوات في هذا العرض، إذ إن رواياته عن المرحلة المكية قليلة نسبيا قياسا بحجم الروايات التي تحدث بها عن المرحلة المدنية*، وهذه القلة من الروايات التي تخص المرحلة المكية ليس مرجعها إلى عدم وقوف الزهري على أخبار هذه المرحلة بل أن ذلك راجع إلى مواقف أسرته من الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأتباعه والدين الذي بعث به، إذ اتسمت تلك المواقف بالعداء في بداية الدعوة الإسلامية (?) ، فكان من الحرج عليه أن يذكر تلك المواقف خشية أن يعير بها.
تخلص مما ذكرنا آنفا إلى أن الزهري قد وضع الأسس والعنوانات للمرتسم الزمني الخاص بحوادث السيرة بحسب أسبقيتها التأريخية وترك المجال