هو مكمل للمسار الأول، لأن الاقتناع بحقيقة هذه البراهين لا يحصل إلا من بعد أن يؤمن الفرد بفساد الدعاوى السابقة المنكرة للنبوة بعامة، ولنبوة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلّم بخاصة. إذ تبنى مهمة ذلك جمع من العلماء أطلق عليهم اسم [المتكلمين] (?) .
عرفت الكتب التي صنفها هؤلاء العلماء باسم (كتب علم الكلام) ، التي عنيت بترسيخ عقيدة المسلم والرد على الشبهات والاراء المنحرفة ومحاججة المخالفين لهم، وقد ظهرت هذه الكتب بعد ترجمة المسلمين لكتب الأقوام المجاورة لهم ولا سيما كتب الهنود واليونان (?) .
نشأت من هذه الكتب التي تناولت قضية إثبات النبوة ضمن مباحثها مصنفات مستقلة عنها اقتصرت في حديثها على إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم بجمع الحجج والبراهين الدالة عليها وذلك باستعمال الدليلين العقلي والنقلي في إثباتها.
اعتمدت هذه المصنفات على مختلف المصادر التي سبقتها سواء أكانت كتب سيرة أم كتب حديث، إذ تشير النصوص التي وردت في هذه الكتب الى أن أصحابها قد جمعوا هذه الأدلة والبراهين النقلية حصرا قبل أن تخصص لها مصنفات مستقلة (?) .