كان لانتشار الإسلام في الأقاليم المجاورة للجزيرة العربية (?) أثر فعال في امتزاج وتلاقح هذا الدين وأهله مع أصحاب الديانات التي اعتنقتها الأقوام المجاورة لهم (?) .
ولّد هذا الامتزاج والتلاقح الفكري أرضية ملائمة لنشوء الاحتجاجات الفكرية بين أصحاب الدين الجديد وأصحاب الملل والأديان التي يدين بها أهل الأرض المفتوحة والمحررة الذين لم يدخلوا الإسلام بل دفعوا الجزية (?) ، فما كان من المسلمين إلا أن أخذوا على عاتقهم مهمة إقناع وإفحام أصحاب هذه الملل والأديان، وذلك بتبيان فساد وبطلان هذه المعتقدات أمام الدين الإسلامي. وقد اتخذ المسلمون مسارين في هذا المنحى: المسار الأول: تمثل باستعمال الدليل العقلي على بطلان الدعاوى التي يطلقها علماء هذه الأديان في إنكار حقيقة نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلّم. أما المسار الثاني: تمثل باستعمال الدليل النقلي وبعرض مجموعة من البراهين والأدلة على إثبات نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلّم. وهذا المسار