التي صدرت في مصر، منذ عرفت مصر الصحافة إلى اليوم، وذلك ليكون هذا الثبت في خدمة من يريد الرجوع إلى الصحف نفسها سعيًا وراء دراسة تاريخية أو أدبية أو اجتماعية أو غير ذلك من الدراسات.
وسوف يرى القارئ أيضًا أننا تعرضنا بكثير من التفصيل لشخصيات خالدة في تاريخ الصحافة المصرية فشرحنا ما أدته من خدمات للصحافة، وما تركته من آثار لا تزال واضحة في نهج صحافتنا المعاصرة، وهذه أيضًا ناحية من تاريخ الصحافة لم تكن معروفة أو واضحة قبل دراسة هذا البحث وكشف دخائله، وتفسير النصيب الكبير الذي كان لهؤلاء الصحفيين الممتازين.
وتعتبر دراسة هذا التاريخ دراسة لتاريخ مصر الحديث في أوضح صوره، دراسة الرأي وتطوره، والفكرة وتعددها، والمزاج وتباينه، والغرض والاختلاف من أجله، أى بمعنى أوضح مصاحبة الكيان المصري ممثلًا في نظام الحكم والحكومات المتعاقبة والجماعات الظاهرة، والأفراد المتفوقين، منذ نشأ هذا الكيان على عهد الفرنسيين وحملتهم إلى أيامنا الحاضرة؛ وهذا وضع من شأنه أن يفرض علينا الرجوع إلى مطولات الكتب والمحفوظات العربية والفرنجية، والبحث فيما خلفته لنا الأجيال من الوثائق الرسمية والفردية، سواء كانت عربية أو تركية أو فرنجية، ثم تطبيق ذلك كله على ما جاء في الصحف جيلًا بعد جيل، ومن هذا المزاج خلصنا إلى تاريخ الصحافة المصرية قسمناه إلى فصول وعرضناه هذا العرض الذي أرجو أن أكون قد وفقت إليه.
أم الكتب العربية التي رجعنا إليها في هذا البحث فليس فيها كتاب يشمله أو ينصب عليه وحده، وإن كانت هناك كتب عنيت بالصحافة المصرية، ككتاب فيليب دي طرازي عن "تاريخ الصحافة العربية" وهو مؤلف عرض فيه صاحبه في أجزائه الأربعة لتاريخ الصحافة عامة في الشرق والغرب وقد نثر في الجزأين الأول والثاني كثيرًا من أخبار الصحافة المصرية ورجالها.