روى مسلم والترمذي عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: لما قدِمتُ نجران سألوني فقالوا: إنكم تقرأون " يَا أُخْتَ هَارُونَ " وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ فلما قدِمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته، فقال: إنهم كانوا يسمُّون بأنبيائهم والصالحين قبلهم.
لما التقى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه بنصارى نجران، أرادوا أن يثيروا أمامه الشبهات ضد القرآن، وأن يشككوا في الصدق التاريخي لتقريراته وقصصه بدعوى أنها لا تتفق مع التاريخ.
وقفوا أمام الآيات التي تشير إلى مواجهة مريم - رضي الله عنها - لقومها وهي تحمل عيسى عليه السلام. {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}. كيف تكون مريم أخت هارون النبي شقيق موسى النبي - عليهما السلام - وبين هارون ومريم مئات السنين؟ وهل يعقل أن تكون مريم شقيقةً له مع هذا الفاصل الزمني الطويل؟، إذن هذه ليست صحيحة، بل هي منقوضةٌ تاريخياً!.