كانت مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبيِّن للمسلمين معاني كتاب الله، وأن يوضِّح ما غمض عليهم منها، وأن يصوب لهم بعض ما أخطأوا في فهمه، وأن يقدم لهم المعنى الصحيح لكلام الله سبحانه.
وفي ذلك يقول الله سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
بل وردت آيةٌ تقصر مهمة الرسول عليه السلام بأنها بيان معاني كتاب الله للمسلمين، وتجعل الهدف من إنزال القرآن هو بيانه للناس: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.
هذا وقد قام الرسول عليه الصلاة والسلام بالواجب، وأدى المهمة، وصوَّب للصحابة ما أخطأوا في فهمه من آيات القرآن، ووضَّح لهم ما التبس عليهم من معانيها، وأزال لهم ما أشكل عليهم من دلالاتها.
ووقوع بعض الصحابة في أخطاء في فهم بعض الآيات، أو في بعض الأحكام التي تؤخذ منها، لم يكن عن سوء نية، أو خبث باعث، كما لم يكن