وَلَا يَسْتَقِيم بِهِ الْمَعْنى فضلا عَن أَن (بسأ) مُتَعَدٍّ بِالْبَاء فَالصَّوَاب (بنيها) بِثَلَاث كسرات على أَن تكون الْبَاء للجر والنى الَّذِي لم ينضج وَأَصله النيئ بِالْهَمْز وَقد ورد الْبَيْت فِي مَادَّة (ج وى) بِرِوَايَة:
(بشمت بنيها فجويت عَنْهَا ... وَعِنْدِي لَو أَشَاء لَهَا دَوَاء)
فروى (بنيها) على أَن الْبَاء فِيهِ للجر كَمَا ذكرنَا غير أَنه ضبط بِفَتْح أَوله
وَالَّتِي بِفَتْح الأول مَعْنَاهُ الشَّحْم وَلَيْسَ مرَادا هُنَا كَمَا يظْهر من الْبَيْت الَّذِي قبله وَمِمَّا ذكره الأعلم الشنتمرى فِي شرحة لديوان زُهَيْر عِنْد كَلَامه على قَوْله وَالرِّوَايَة تخْتَلف عَمَّا هُنَا.
(تلجلج مُضْغَة فِيهَا أنيضٌ ... أصلت فَهِيَ تَحت الكشح دَاء)
(غصصت بنيئها فبشمت عَنْهَا ... وعندك لَو أردْت لَهَا دَوَاء)
قَالَ يُخَاطب بذلك رجلا اغتصب مَالا فَيَقُول أخدت هَذَا المَال فَلَا أَنْت تذهبه وَلَا أَنْت ترده فَكنت كمن يلجلج فِي فَمه بضعَة من اللَّحْم فِيهَا أنيض وَهُوَ الَّذِي لم ينضج وَمعنى أصلت أنتنت ثمَّ قَالَ أَنَّك غصصت بِهَذَا النيئ وعندك دواؤه وَهُوَ رد المَال إِلَى أَهله. انْتهى بِمَعْنَاهُ.
(وَفِي مَادَّة - ف ث أ - ج 1 ص 115 س 12) " وَفِي أمثالهم فِي الْيَسِير من الْبر إِن الرثيئة نفثأ الْغَضَب وَأَصله أَن رجلا كَانَ غضب على قوم وَكَانَ مَعَ غَضَبه جائعاً فسقوه زثيئة فسكن غَضَبه وكف عَنْهُم ". وروى (نفثأ) بالنُّون فِي أَوله وَالْمرَاد كَمَا لَا يخفى أَن الرثيئة وَهِي اللَّبن الحامض يحلب عَلَيْهِ فيخثر تسكن الْغَضَب فَالصَّوَاب (تفثز) بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّة وَبِه روى الْمثل فِي كتب الْأَمْثَال وَبِه رفوي أَيْضا فِي مَادَّة (ر ث أ - ج 1 ص 76 س 22) أَلا أَنه صحف تصحيفاً آخر فجَاء فِيهَا س وَفِي الْمثل الرثيئة تقثأ الْغَضَب أَي تكسره وتسكنه " بِالْقَافِ وَالصَّوَاب بِالْفَاءِ.