فوافق ذلك هوى في نفوس أعداء الدين الإسلامي الحريصين على تفكيك وحدة المسلمين وتفتيت ما بين أبناء الإسلام من أواصر ومحبة يدعو إليها دينهم وتهتم بها تعاليمه:
{إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. يآيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم} (?) .
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " (?) .
وما ذلك إلا لإذكاء روح التناحر والبغضاء في صفوف المسلمين لأنهم أدركوا تأثير الكلمة فيما يتعلق بأمور الدين من جهة ومن أخرى فلأن نسبة الأمية آنذاك في العالم الإسلامي عالية جداً فالناس لا يقرؤون ليعرفوا ولا يفهمون إلا ما يقال لهم عن طريق أناس نصبوا من أنفسهم علماء وهم أدعياء للعلم حيث توجههم السلطات ويرون أن ما خرج عن هؤلاء يجب أن يعتقده الناس رغم وجود أصوات تنادي بالحق وتدعوا إليه بسطاً وتوجيهاً ولكن عينهم بصيرة ويدهم قصيرة كما يقال.
وقد ذكر الشيخ عبد الله عبد الغني خياط إمام وخطيب الحرم المكي الشريف في لمحاته التي تصدر كل ثلاثاء في جريدة عكاظ بأن الأستاذ احمد علي الكاظمي قد أورد في كتاب ألفه كلمة قصيرة عن ضابط بريطاني اسمه " هارفورد برايجس " كان يقيم في العراق كوكيل سياسي من سنة 1199 هـ إلى سنة 1209 هـ وكان يعاصر الإمام محمد وكانت له صلات مع الأمير سعود بن عبد العزيز - الذي أصبح فيما بعد الحاكم الثالث للدولة السعودية الأولى بعد أن تولى الأمر بعد مقتل والده عام 1218 هـ - ولهذا الضابط