وبعد

فإذا كان الفقهاء رحمهم الله يقولون:

الأصل براءة الذمة ورجال القانون في العصر الحاضر كلمتهم المعهودة تقول: المجرم برئ حتى تثبت إدانته , وأصدق من ذلك قول الله عز وجل:

{فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} (سورة الحجرات آية 6)

فإن من مهمات طالب العلم عدم الانسياق خلف كل قول من دون تحقيق أو تثبت لأن زلة العالم كبيرة وانسياقه خلف آراء أصحاب الأهواء يزري بمكانته ويقدح في عدالته فلقد جاء في الأثر: إذا جاءك الخصم قد فقئت عينه فلا تحكم له فلعل الآخر قد فقئت عيناه.

ذلك أن الخصومة في الرأي أو المعتقد أو الحقوق مداولة بين الطرفين فلا يصح أن يؤخذ الحكم من جانب ويترك الجانب الآخر وإلا أصبح في الحكم تحيز.

وإصدار الحكم عدالة يجب التثبت منها والتروي في نتيجتها حتى لا تكون جائرة لأن منهجنا في الإسلام حفظ اللسان من الزلل والأعمال من الخطأ.

وميزان ذلك الحفظ , عرض كل أمر على كتاب الله وسنة رسوله الكريم: {فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول} (سورة النساء آية 59) والحق أحق أن يتبع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015