عنانه وسها عَن حفظ لِسَانه بدر سره فاستضر وَألف إرْسَاله فاستمر وَلم يبْق مصون إِلَّا انهتك وَلَا مَسْتُور إِلَّا افتضح فبودر قبل بداره وعوجل قبل حذاره وَصَارَ إفشاء سره أنكى فِيهِ من مكر عدوه لانه إِن اخْتصَّ بإفشاء سره اخْتصَّ بِمَا قدمْنَاهُ من ضره وَإِن كَانَ مستودعا عِنْده لغيره صَار مستودعه بعد الْمَوَدَّة عدوا يطْلب ثَأْره وَيسْتَقْبل نفاره

قَالَ الشَّاعِر

(فَلَا تأمنن الدَّهْر حرا ظلمته ... فَمَا ليل مظلوم كريم بنائم) // من الطَّوِيل //

وَلِهَذَا الحذر توَاصى بِهِ النَّاس حزما وعزما وَاتَّفَقُوا عَلَيْهِ قولا وَعَملا

19 - آحكي أَنه تَذَاكر نَاس من أهل الْفضل كتمان السِّرّ فِي مجْلِس عبد الله بن طَاهِر فَقَالَ عبد الله بن طَاهِر

(ومستودعي سرا تَضَمَّنت سره ... فأودعته فِي مُسْتَقر الحشا قبرا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015