وخصبهم دَارا وَيصير رفق السُّلْطَان بِهِ أعظم من رفق رَعيته وعقباه أَنْفَع من مَمْلَكَته لِأَنَّهُ لَيْسَ يعم صَلَاح إِلَّا ونصيبه مِنْهُ أَكثر لِأَن عوام الْأَمْوَال صادرة إِلَيْهِ وَصَلَاح الْجُمْهُور عَائِد عَلَيْهِ 59 أ
ليستعمل الْملك مداهنة الْأَعْدَاء قبل مكاشفتهم وليجعل محاربتهم آخر مكايدهم فَإِنَّهُ ينْفق فِي المكايد من الْأَمْوَال وَينْفق فِي الْمُحَاربَة من النُّفُوس وَلذَلِك قيل
أوهن الْأَعْدَاء كيدا أظهرهم لعداوته
قَالَ الشَّاعِر
(وَالسّلم تَأْخُذ مِنْهَا مَا رضيت بِهِ ... وَالْحَرب يَكْفِيك من أنفاسها جرع) // من الْبَسِيط //