وَإِن الْملك لجدير أَن لَا يذهب عَلَيْهِ صَغِير وَلَا كَبِير من أَخْبَار رَعيته وَأُمُور حَاشِيَته وسير خلفائه والنائبين عَنهُ فِي أَعماله بمداومة الاستخبارعنهم وَبث أَصْحَاب الْأَخْبَار فيهم سرا وجهرا وَينْدب لذَلِك أَمينا ويوثق بِخَبَرِهِ وَينْصَح الْملك فِي مغيبه ومشهده غير شَره فيرتشي وَلَا ذِي هوى فيروي أَو يعتدي لتَكون النَّفس إِلَى خَبره سَاكِنة وَإِلَى كشفه عَن حقائق الْأُمُور راكنة فَإِنَّهُ لَا يقدر على رِعَايَة قوم تخفى عَلَيْهِ أخبارهم وتنطوي عَنهُ آثَارهم فَرُبمَا ظن استقامة الْأُمُور بتمويه الخونة فأفضى بِهِ حسن الظَّن إِلَى فَسَاد مَمْلَكَته وهلاك رَعيته وَأَن ينتهز الْعَدو فرْصَة غفلته فيستثير عَن غوائل ضَرَره مَا عساه يصعب بعد أَن كَانَ سهل المرام ويقوى بعد أَن كَانَ ضَعِيف القوام فَإِن كبار الْأُمُور تبدأ صغَارًا
قَالَ بهْرَام جور
لَا شَيْء أضرّ على الْملك من استكفاء من لَا ينصح إِذا دبر واستخبار من لَا يصدق إِذا خبر