وَالرَّابِع قربَة مِمَّا تَدْعُو الْحَاجة إِلَيْهِ من المراعي والأحطاب

وَالْخَامِس تحصين مَنَازِله من الْأَعْدَاء والزعار

وَالسَّادِس أَن يُحِيط بِهِ سَواد يعين أَهله بمواده

فَإِذا تكاملت هَذِه الشُّرُوط السِّتَّة فِي إنْشَاء مصر استحكمت قَوَاعِد تأبيده وَلم يزل إِلَّا بِقَضَاء محتوم وَأجل مَعْلُوم

مَا على منشيء الْمصر فِي حُقُوق ساكنيه

ثمَّ على منشيء الْمصر فِي حُقُوق ساكنيه ثَمَانِيَة شُرُوط

أَحدهَا أَن يَسُوق إِلَيْهِ مَاء السارية إِن بَعدت أَطْرَافه إِمَّا فِي أَنهَار جَارِيَة أَو حِيَاض سَائِلَة ليسهل الْوُقُوف إِلَيْهِ من غير تعسف

وَالثَّانِي تَقْدِير طرقه وشوارعه حَتَّى تتناسب وَلَا تضيق بِأَهْلِهَا فيستضر الْمَار بهَا

وَالثَّالِث أَن يَبْنِي جَامعا للصلوات فِي وَسطه ليقرب على جَمِيع أَهله ويعم شوارعه بمساجده

وَالرَّابِع أَن يقدر أسواقه بِحَسب كِفَايَته وَفِي مَوَاضِع حَاجته

وَالْخَامِس أَن يُمَيّز خطط أَهله وقبائل ساكنيه وَلَا يجمع بَين أضداد متنافرين وَلَا بَين أَجنَاس مُخْتَلفين وَالسَّادِس إِن أَرَادَ الْملك أَن يستوطنه سكن مِنْهُ فِي أفسح أَطْرَافه وأطاف بِهِ جَمِيع خواصه وَمن يَكْفِيهِ من أَمر أجناده وَفرق باقيهم فِي بَقِيَّة أَطْرَافه ليكفوه من جَمِيع جهاته وَخص أَهله بِالْعَدْلِ وَجعل وَسطه بعوام أَهله 34 ب ليكونوا مكنوفين بهم وَليقل ركُوبه فيهم حَتَّى لَا يلين فِي أَعينهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015