نَفسه عَن إِقَامَة الْحجَّة عَلَيْهِ يُرَاعِي حق نَفسه فِي ضبط شهواته فَإِنَّهَا من نتائج الْهوى المذموم المذهل عَن زواجر الْعُقُول فَيَأْتِي مِنْهَا مَا لم يكن فِي الْعقل قبيحا وَلَا فِي الشَّرْع مَحْظُورًا
قَالَ بعض الْعُقَلَاء
إِذا تفرغ الْملك للهوه تفرغت الرّعية لإفساد ملكه
قَالَ بعض البلغاء
من آثر اللَّهْو ضَاعَت رَعيته وَمن دوَام السكر فَسدتْ رويته
وليقف فِي مُبَاح الشَّهَوَات على حد معتدل بَين منزلتين متقابلتين منع وتمكين ليصل بالتمكين إِلَى لذته وَيقف بِالْمَنْعِ على مصْلحَته
وَلِأَن يمِيل إِلَى الْمَنْع فيتوفر على سياسته خير من أَن يمِيل إِلَى التَّمْكِين فينهمك فِي لذته لِأَن زمَان السياسة جد وزمان اللَّهْو هزل وَالْجد حق والهزل بَاطِل وَالْقِيَام بِالْحَقِّ أولى من الانهماك فِي الْبَاطِل
29 - آ
قَالَ بعض الْحُكَمَاء
من قوي على نَفسه تناهى فِي الْقُوَّة وَمن صَبر على شَهْوَته بَالغ فِي الْمَرْوَة