الْفَصْل الرَّابِع عشر الْوَفَاء بالعهد

مزايا الْوَفَاء بالعهد

وليعلم الْملك أَن من قَوَاعِد دولته الْوَفَاء بعهوده فَإِن الْغدر قَبِيح وَهُوَ بالملوك أقبح وَمُضر وَهُوَ بالملوك اضر لِأَن من لم يوثق مِنْهُ بِالْوَفَاءِ على بذله وَلم يتَحَقَّق مِنْهُ تَصْدِيق قَوْله بِفِعْلِهِ ووسم بِنَقْض الْعُقُود ونكث العهود قل الركون إِلَيْهِ وَكثر النفور مِنْهُ وَعنهُ

وانعقاد الْملك إِنَّمَا يكون بالركون الْمُوجب للاستسلام وَالطَّاعَة الباعثة على النُّصْرَة ليصير النَّاس مَعَ الْملك من بَين مستسلم إِلَيْهِ وناصر لَهُ وبهذين يكون الْملك منعقدا

فَإِذا نفرهم الْغدر انتقضت قَوَاعِده لزوَال الاستسلام وَقلة التناصر

وَإِذا عرف الْأَعْدَاء الْوَفَاء مِنْهُ لانوا وَطَالَ عَلَيْهِم بالنصرة فهانوا وقوبل على غدره بِمثلِهِ فدان لَهُ النَّاس بِمثل مَا دَان

وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

(كَمَا تدين تدان)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015