الباب التاسع: فيمن مات له طفل رضيع أنه يكمل رضاعه في الجنة

قال الإمام أحمد: «ثنا أسود بن عامر، ثنا إسرائيل عن جابر الجعفي، عن عامر، عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم، ومات وهو ابن ستة عشر شهراً، وقال: إن له في الجنة من يتم رضاعه، وهو صديق» .

ورواه أبو يعلى الموصلي.

وجابر الجعفي: ضعيف.

وقال البخاري: «حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، حدثنا عدي بن ثابت، أنه سمع البراء أنه قال: لما توفي إبراهيم ـ يعني ابن النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن له مرضعاً في الجنة» انفرد به البخاري.

وإنما كان كذلك لأنه مات وهو مرضع ابن سبعة عشر شهراً، أو ستة عشر، وقيل: أكثر من ذلك، وقيل: أقل، فالله تعالى أعلم بالصواب.

وفي بعض الروايات: «إن ابني مات في الثدي، وإن له مرضعاً في الجنة» .

فإذا كان هذا خاصاً به عليه السلام فلا كلام، والأصل عدم الاختصاص، إلا أن يقوم دليل عليه، ولم نجده، وإن كان عاماً في حق أولاد المؤمنين ـ كما ذكر في بعض الآثار، ولا يحضرني الآن، ولكن متنه: «إن في الجنة شجرة تحمل الثدي يرتضع منها الولدان» ـ فهي بشارة عظيمة للمؤمنين في ولدانهم، وفيه تطييب خاطر الوالدين، والله تعالى أعلم.

فصل ـ في شفاعة الأطفال الرضع لوالديهم

«وقد روى المعافى بن الحسين، في كتاب أنس المنقطعين له في الأطفال الرضع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجيء أطفال المسلمين يوم القيامة، عند عرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015