وكذلك معنى قول الزجاج.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فطرة الله، أضافها إليه على الوجه الممدوح، ولهذا نصبت على المصدر الذي دل عليه الفعل عند سيبويه، وقد تقدم كلامه ـ رحمه الله ـ قريباً.
وقال أبو عمر بن عبد البرفي التمهيد: الفطرة في كلام العرب البداءة.
انتهى
وقد اختلف بعض العلماء والمفسرون، في المعنى المراد بالفطرة، على أقوال:
أحدهما: أن المراد بالفطرة: الإسلام، قاله أبو هريرة، وابن شهاب، وغيرهما، وهي إحدى الروايات عن الإمام أحمد، ولما ذكر ابن عبد البر النزاع في هذه المسألة في التمهيد قال: وقال آخرون: الفطرة ها هنا الإسلام، قال: وهو المعروف عند عامة الناس وأهل التأويل، ثم قال: وأما قوله تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها} فقد أجمعوا على أن قالوا: دين الإسلام.
وليس كما قال: فإن القرطبي وغيره من المفسرين ذكروا في الآية أقوالا كثيرة:
قال القرطبي: وفي معنى الفطرة أقوال متعددة منها دين الإسلام، وهو المعروف عند عامة السلف، ثم قال: ومعنى هذا أن الطفل خلق سليماً من الكفر على الميثاق الذي أخذه الله على ذرية آدم حين أخرجهم من صلبه.
وأنهم إذا ماتوا قبل أن يدركوا فهم في الجنة، أولاد مسلمين كانوا، أو أولاد كفار.
وقال النقاش في تفسيره: وقد اختلف أهل التأويل والأخبار في الفطرة فقيل: على ملة إبراهيم ثم ذكر قريباً مما ذكره القرطبي وقد احتج من نصر هذا القول «بحديث أبي هريرة مرفوعاً ما من مولود يولد إلا على الفطرة» .
واستدلال أبي