احتظرت بحظار من النار» .
قال بعض السلف: فقد الثواب على المصيبة أعظم من المصيبة، فإنه قد «ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: المصاب من حرم الثواب» وقد تقدم.
وتقدم في أثناء الكتاب أحاديث تشهد لهذا القول، والله أعلم.
احتجت الطائفة الأخرى من العلماء ممن أطلق القول بأن المصائب لا يثاب عليها، وإنما يثاب على الصبر عليها.
بقوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} قال ابن عبد السلام في قواعده: الثواب إنما يكون على فعل العبد لا على فعل الله فيه، قال تعالى: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} .
فما حصل لهم من صلاة الله عليهم ورحمته لهم وهدايته إياهم بقولهم: {إنا لله وإنا إليه راجعون} فالاسترجاع هو سبب في حصول ما ذكر، وكذلك «حديث أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل لملك الموت: يا ملك الموت، قبضت ولد عبدي؟ قبضت قرة عينيه وثمرة فؤاده؟ قال: نعم، قال: فما قال؟ قال: حمدك واسترجع، قال: ابنوا له بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد» فحمده واسترجاعه هو سبب بناء البيت له في الجنة، وتسمية البيت كافية.
قال القاضي عياض: وقد روي عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: الوجع لا يكتب به أجر إنما يكفر الخطايا فقط.
أما ما يحدثه الله من مصائب، فتارة بغير فعل الخلائق كالأمراض ونحوها، وتارة بفعلهم.
وفصل الخطاب: أن المصائب إن تولدت عن عمل صالح، كما تتولد عن