وعزى ابن السماك رجلاً فقال: عليك بالصبر، فيه يعمل من احتسب، وإليه يصير من جزع.

وقال عمروبن دينار: قال عبيد بن عمير: ليس الجزع أن تدمع العين ويحزن القلب، ولكن الجزع: القول السيئ والظن السيئ.

وقال خالد بن أبي عثمان القرشي: كان سعيد بن جبير يعزيني على أبي، فرآني أطوف بالبيت متقنعاً، فكشف القناع عن رأسي، وقال: الاستتارمن الجزع.

وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي ـ رحمه الله ـ: أن عبد الرحمن بن مهدي، مات له ابن، فجزع عليه جزعاً شديداً، فبعث إليه الشافعي يقول له: يا أخي، عز نفسك بما تعزي به غيرك، واستقبح من فعلك ما تستقبحه من غيرك، واعلم أن أمض المصائب فقد سرور وحرمان أجر، فكيف إذا اجتمعا مع اكتساب وزر؟ فتناول حظك ـ يا أخي ـ إذا قرب منك قبل أن تطلبه وقد تناءى عنك، ألهمك الله عند المصائب صبراً، وأحرز لنا بالصبر أجراً، ثم أنشده:

إني معزيك لا أني على ثقة من الخلود، ولكن سنة الدين

فلا المعزى بباق بعد ميته ... ولا المعزي، ولو عاشا إلى حين

ومات ابن للشافعي ـ رحمه الله ـ فجاؤوا يعزونه، فأنشد:

وما الدهر إلا هكذا، فاصطبر له ...

... رزية مال، أو فراق حبيب

دخل بعض الأعراب على بعض ملوك بني العباس، وقد توفي له ولد اسمه العباس، فعزاه فيه فقال:

اصبر نكن بك صابرين، فإنما صبر الرعية عند صبر الراس

وخير من العباس أجرك بعده ... والله خير منك للعباس

وذكر أبو علي الحسن بن أحمد بن البنا بإسباده، أن شخصاً من الحكماء أنشده:

إذا دام ذا الدهر، لم يحزن على أحد ...

... ممن يموت، ولم يفرح بمولود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015