وعوضاً من كل فائت، وخلفاً من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلاء فانظروا، فإنما المصاب من لم يجبر وانصرف.
فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟ قال: أبو بكر وعلي: نعم، هذا أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضر عليه السلام» .
وروى الحاكم، «من حديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءتهم الملائكة، يسمعون الحس، ولا يرون الشخص، قالت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفاً من كل فائت، فبالله فثقوا.
وإياه فارجوا، فإن المحروم من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» ، وحسنه الحاكم.
وسيأتي كلام السلف ـ رحمهم الله، في التعازي، بألفاظ مختلفة، فتارة مطولة، وتارة وجيزة بليغة، كما سأذكره قريباً إن شاء الله.
ومن بلغه وفاة أحد من المؤمنين، فليحسن الاسترجاع والتثبت، فقد روى الطبراني بإسناده «عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن للموت فزعاً، فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه، فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم اكتبه في المحسنين، واجعل كتابه في عليين، واخلف عقبه في الآخرين، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده» .
«وفي حديث أبي سلمة: لما مات شق بصره فأغمضه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فصاح ناس من أهله، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون.
ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه» رواه مسلم.
وروي عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لما بلغه وفاة أبي بكر ـ رضي الله