الفصل الأول: تسبيح الله ذاته العلية عن الإشراك به

المبحث الأول: في آية سورة التوبة

...

المبحث الأول

في آية سورة التوبة:

قال الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} 1.

مطلب: في بيان ما قبل التسبيح.

- الكلام في هذه الآية الكريمة عن اليهود والنّصارى حيث إنّهم اتخذوا أحبارهم - وهم علماء اليهود - ورهبانهم -2 وهم عبّاد النصارى - أرباباً من دون الله عزّ وجلّ، والمراد أنّهم يحلّون لهم ما حرّم الله فيحلّونه؛ ويحرّمون لهم ما أحلّ الله فيحرِّمونه، ويشرعون لهم من الشرائع والأقوال المنافية لدين الله فيتبعونهم عليها3 أي جعلوهم كالأرباب حيث أطاعوهم في كلِّ شيء؛ ومنه قوله تعالى: {قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً} 4أي كالنار5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015