ثم قام مغضباً.
يقول: بليتم وبلي بكم أهل الإسلام وخرج.
فصعب ذلك على هارون وقال لأبي يوسف قم والحق الشيخ وارضه وخرج فوجد مالكاً قد جلس في حانوت صديق له سراج يستريح فيه ابو يوسف على فرس فحل بين يديه، وقال كيف تراني يا أبا عبد الله فنظر إليه وقال مثل قيصر في قومه.
فخجل ومضى.
قال أبو مصعب قال أبو يوسف تؤذنون بالترجيع وليس عندكم عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه حديث.
فالتفت مالك إليه وقال يا سبحان الله ما رأيت أمراً أعجب من هذا ينادى على رؤوس الإشهاد في كل يوم خمس مرات يتوارثه الأبناء عن الآباء من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا، أيحتاج فيه إلى فلان عن فلان.
هذا أصح عندنا من الحديث.
وسأله عن الصاع فقال خمسة أرطال وثلث فقال ومن أين قلتم ذلك؟ فقال مالك لبعض أصحابه: أحضروا ما عندكم من الصاع فأتى أهل المدينة أو عامتهم، من المهاجرين والأنصار وتحت كل واحد منهم صاع.
فقال: هذا صاع ورثته عن أبي جدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.