فأطرق مالك ساعة ثم رفع رأسه، فقال له هارون: أجبه يا أبا عبد الله.

فقال مالك: نظرت مسألة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقول الصحابة والتابعين فلم أجد أصل مسألته فيها، ولا خير في علم لا يكون فيما ذكرته.

فالتفت هارون إلى أبي يوسف وقال له يا يعقوب إن أبا عبد الله اجتث مسائلك من اصلها.

قال مصعب، فقال: يا أمير المؤمنين ليس عنده في ذلك شيء.

ولو كان لأجاب، وضحك.

فالتفت إليه مالك وقال: ساء ما أدبك أهلك أتضحك في مجلس أمير المؤمنين؟ فخجل أبو يوسف ثم سأل أمير المؤمنين مالكاً عن مسائل فأجابه فيها فسر بذلك.

وكان في المجلس رجل يقال له سندل فقال إن أبا عبد الله مرة يخطىء ومرة لا يصيب.

فقال مالك كذا الناس.

فلما فكر في قوله غضب غضباً شديداً ثم قال يا أمير المؤمنين.

قال الله: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله....

الآية.

وما ظننت أن أحداً من المسلمين يذكر الله ورسوله فلا يمرض قلبه خوفاً لهما.

قال الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة....

الآية.

فلا عرفتم حق عظمة الله ولا عرفتم قدر رسوله ولا عرفتم حق مجلس أمير المؤمنين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015