له المنصة فيخرج إليهم وقد لبس وتطيب وعليه الخشوع ويوضع عود.

فلا يزال يبخر حتى يفرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال يحيى كنا نجتمع على بابه فإذا توافينا صرخ الآذن ليدخل أهل المدينة ثم ليؤذن لغيرهم فيدخل ويسم عليه ويسكت ونسكت ساعة فإذا رأى ازدحامنا قال توقروا فإنه عون لكم وليعرف صغيركم حق كبيركم، ومن رواية أخرى، كان إذنه لنا رفع سطر في أسطوانة فندخل عليه وهو قاعد.

قد ميل رأسه حتى إذا أخذ الناس مجالسهم رفع رأسه فقال السلام عليكم.

إنما كان يفعل ذلك لئلا يقرب بعض الناس على بعض من العلوية أو العثمانية أو غيرهم فينتقد عليه ذلك كان يدعهم حتى يأخذون مجالسهم وكان بعضهم يعرف حق بعض فإذا قدم الحاج جعل جواباً على بابه فيأذن أولاً لأهل المدينة فإذا دخلوا قال للبواب تنح.

قال ابن قعنب ما رأيت قط أشد وقاراً من مجلس مالك، لكأن الطير على رؤوسهم.

قال ابن أبي أويس: كان مالك إذا جلس للحديث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن في جلوسه بوقار وهيبة.

ثم حدث فقيل له في ذلك، فقال أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحدث به إلا على طهارة متمكناً وكان يكره أن، يحدث في طريق قائماً ومستعجلاً وقال أحب أن أفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015