بمعانيه، وإعرابه. عارفاً بالخبر والشعر، طيب المجالسة، وقوراً سمحاً قانعاً برزقه وحظه. وكان يغسل الموتى، وله كتاب حسن في ذلك، سماه كتاب الجنائز. وألّف في علم الشروط تأليفاً حسناً، وألّف كتاب المعلمين وكتاب الاحتفال في علماء الأندلس، وصل به كتاب ابن عبد البر، وله شعر حسن، ولاه المهدي خطة الشرطة والوثائق. فلما زالت أيامه، قضاه المستعين. فخرج عند حلول الحادثة بقرطبة الى المرية. فنوه به صاحبها. وقلده قضاء لورَقه. فحسنت سيرته، الى أن توفي بها سنة عشر وأربعماية، وسنّه أربع وسبعين سنة. مولده سنة ست وأربعين وثلاثماية.
المعروف بابن قرطبي. قال ابن حيان: كان عفيفاً سمحاً متصاوناً، عدلاً متأدباً. مشاوراً لم يكن بالمستبحر في الرأي. كان حسن العلم، مشاركاً في الأدب. توفي سنة تسع وعشرين بقرطبة. وسنه نحو الستين سنة.