أفعل هذا وقد رويت كذا، وسمعت كذا، وجلب الآثار في ذلك في نكث البيعة، والسعي والفساد. فلم يوجد إليه سبيل وسلك غيره من العلماء المتهمين، مسلكه. فأمر به وبهم الى المطبق، على اختلاف أحوالهم، وكان ذلك في سنة ثمان وسبعين، فيما قاله ابن مفرج. قال: بعد أن أقام فيه، نحو عشرة أعوام. وقال ابن الفرضي: توفي أبو عبيد الله بمطبق الزهراء، سنة إحدى وسبعين. ومولده فيما قيل: آخر سنة اثنتي عشرة. وقيل: توفي وهو ابن اثنتين وستين سنة. وذكر أن أبا بكر بن مجاهد الألبيري، نهض مع أصحابه، الى أبي عبيد الجبيري، ليزوره بالزهراء على عادته له، وكان صديقه. فلما حضر عنده أحضر طعاماً ودعاهما الى أكله. فأكلا معه. فلما خرجا سئل أبو بكر عن أكل طعامه وقد علم أنه ليس له مال، إلا ما أعطاه السلطان. فقال أبو بكر: هو رجل من أهل العلم، فلو أمسكت عن طعامه، لكان جفاءً. وأنا في نفسي أحقر من أن أجعلها في هذا النصاب، وقد قدمت ما ملكت وأجمعت على الصدقة به، وثواب ذلك لصاحبه، ورأيت هذا، أفضل من الشهرة والإمساك عن طعامه والجفاء عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015