نفسه. فكتبها الناس واستحسنوها، فأذاعها رجل نحوي. فبلغ الخبر ابن غافق. فقال: إنما ظننت أنكم تعملون بما فيها. فلما نسبت لغير أهل العلم، والله لم يسعنِ السكوت. أنا وضعتها. وقرأتها على يحيى بن عمر، فاستحسنها. وقال: أنا أرويها عنك. وكان حمديس، وموسى القطان، يعجبان بها، وذكر أنه ناظر ابن الكوفي يوماً فلما ضيّق ابن غافق عليه بالحجة، قال له ابن الكوفي: إن مشورتك كبيرة - يعني رأسك - وكان طويل الرأس. فقال ابن غافق: ذلك أكثر لحشوها. وتوفي بتونس، رحمه الله تعالى سنة خمس. ويقال سبع وسبعين ومائتين. وسنه ثلاث وسبعين سنة. مولده سنة أربع وثمانين.
فقيه، ثقة. أخذ عن سحنون. قال بعضهم: مررت به مرة، فرأيت فيه إنكاراً، فسألته. فقال: ما لي لا أغتمّ، وكانت لي خادم تمنعني من الفِرن، وإنما أصبت بها، فأعلمت بذلك، سحنوناً. فبعث الى خمسة رجال من أهل الساحل. وبعث الى جامع العطار، فأخذ منه خمسين ديناراً وقال: ادفعها عشرة، عشرة، للخمسة الرجال. وقال لهم: فرقوها على ثقات في الزيت ففعلوا وكان ذلك قريباً من جمع الزيتون. فلما أتم، كتبوا إليه باجتماع الزيت، فأمرهم ببيعه، فباعوه بمائة دينار. فردّ منها الى العطار خمسين ديناراً وبعث بالخمسين الى الزويلي فأخذها، ودعا له. وقال له يفتقدنا في دنيانا وآخرتنا. رحمهم الله تعالى ورضي عنهم أجمعين.