فكف الرجل عنه. ويقال: ثلاثة رجال من أهل العلم، لم يكن أحد في الناس أطوع منهم. محمد بن سحنون بالقيروان، وأحمد بن مخلد بقسطلية، وابن غافق بتونس. وكان ينزل في القيروان، على أحمد بن أبي زاهر. ورحل ابن غافق الى رجل بالجزيرة. يتعلم منه الأدب. فبقي عنده عشر سنين. وبعد هذا وصل الى سحنون. ولما وصل الى مصر، لقي محمد بن عبد الحكم، وكان أتى مجلسه، وهو لا يعرفه، فسأل محمد أصحابه عن مسألة. فأجابه عنها بعضهم. فقال ابن عبد الحكم وكان أتى مجلسه وهو لا يعرفه. بل فقال ابن عبد الحكم: من أين لك هذا الجواب؟ فقال من هذا؟ يعني ابن غافق. وكان جلس الى جانبه. فسأله محمد من أين الرجل؟ فقال: من تونس.

فقال أنت ابن غافق؟ قال: نعم. فسلم عليه. وسأله عن مسألة الإيمان، وما وقع فيها من الاختلافات بالقيروان. فقال له: قال قوم، نحن مؤمنون عند الله، مذنبون. وقال قوم نحن مؤمنون، ولا ندري، ما نحن عند الله. فقال: ما قال بها محمد بن سحنون؟ فقال له: مؤمنون عند الله. فقال دعني بهذين فبعث إليه. فقال الصواب ما قاله محمد بن سحنون. فلما قدم ابن غافق، وضع رسالته في الإيمان ولم ينسبها الى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015