الْحَسَنَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيَّ، يَقُولُ أَوْ غَيْرَهُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يُنْشِدُ:
إِنَّ الَّذِينَ تَرَدَّوْا أَحْفَوْا شَوَارِبَهُمْ ... لَيْسَ الْعُدَاةُ لَهُمْ يَوْمًا بِمَسْرُورِ
تَرَى قَلَانِسَهُمْ كَالرِّيحِ طَعَنَتْهَا ... تُخْفِي جِرَاحَتَهَا فِي جَنْبِ مَغْرُورٍ
مَا رَاعَنِي مِنْهُمْ إِلَّا قَلَائِسُهُمْ ... وَتَحْتَهَا كُلُّ ذَنَبِ السَّرْجِ مَشْهُورُ
هُمُ الصَّعَالِيكُ إِلَّا أَنَّ بَأْسَهُمْ ... عَلَى الْمَسَاكِينِ وَالْغَلَّاتِ وَالدُّورِ
قَوْمٌ إِذَا غَضِبُوا كَانَتْ نِكَايِتُهُمْ ... بَثَّ الشَّهَادَاتِ لِلْأَيْتَامِ بِالزُّورِ
كُسَيْرَةٌ بِجَرِيشِ الْمِلْحِ تَأْكُلُهَا ... أَلَذُّ مِنْ تَمْرَةٍ تُحْشَى بِزَنْبُورٍ
كَمْ أَكْلَةٍ قَرَّبَتِ الْمَهْلِكَ صَاحِبَهَا ... كَجَّةِ الْفَخِّ دَقَّتْ عُنُقَ عُصْفُورٍ
وَلَهُ أَيْضًا:
عُدَلَاءُ الْبِلَادِ أَنْتُمْ ذِئَابٌ ... عَنِ الْعُيُونِ الثِّيَابُ
غَيْرَ أَنَّ الذِّئَابَ تَصْطَادُ وَحْشًا ... وَمَبَاتَاتُهَا الْقِفَارُ الْيَبَابُ
وَيَصِيدُ الْعُدُولُ مَالَ الْيَتَامَى ... بِقَلَاسٍ طُوَالُهَا أَذْنَابُ
عَمَّرُوا مَوْضِعَ التَّصَنُّعِ شِرْكًا ... وَمَكَانُ الْخَلَاصِ مِنْهُمْ خَرَابُ.