ومن أسلوب (الاحتمالات) أيضاً جاء قوله تعالى:
{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} الزخرف 33.
سمير: معلوم أن الله - سبحانه - ليس له ولد، فما سر الآية؟
عارف: رأي المفسرين في تفسير هذه الآية أن النبي، - صلى الله عليه وسلم - وهو أول العابدين، لو عَلِمَ أن لله ولدا لسارع إلى تقديسه، والاعتراف به. ولكن النبي أكد أن الرحمن ليس له ولد، فبَطَلت دعوى المشركين - بأن الملائكة بنات الله، ودعوى النصارى القائلين بأن المسيح ابن الله.
هذا رأي المفسرين يا سمير.
ولكن أستاذي الدكتور محمد بن فتح الله بدران - رحمه الله - له فهم جميل في الآية درَّسه لنا.
قال - رحمه الله -: لو أراد الله أن يتخذ ولداًَ هل سيقع اختياره على أي ولد؟ أو يصطفي أول العابدين؟
قلنا له: يصطفي أول العابدين؛ لأن الله يقول: {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} 5 الزمر
قال الشيخ: ومن أول العابدين؟