وإلى نفسك بالإحسان، فلا تَكُونُنَّ إلى صلاحهم أشد منك إليه، ولا

عن فسادهم أدفع منك عنه، ولا تحمل فضل القدرة على شدة

السطوة: لمن قل ذنبه، ورجوت مراجعته، ولا تطلب منهم إلا مثل الذي

يبذل لهم، فاتق الله في العدل، اصرم فيما علمت، واكتب إلينا فيما

جهلت، والسلام.

قال أبو نعيم، عن الفضل بن الزبير: سمعت خالد القَسْرِي ذكر

عليًّا بكلام لا يحل ذكره.

وقال ابن معين: كان رجل سوء يقع في علي -رضي الله عنه.

وروى سليمان بن أبي شيخ، عن أبي سفيان الحميري وغيره: أن

الوليد بن يزيد أراد الحج وهو خليفة فاتَّعَد فتية من وجوه اليمن أن يفتكوا

به في طريق، وسألوا خالد القَسْرِي أن يكون معهم فأبي، قالوا:

فاكتم علينا. قال: نعم. فاتى خالد فقال: يا أمير المؤمنين، دع الحج

العام؛ فإني خائف عليك. قال: ومن الذي تخافهم؟ ! سَمِّهم. قال:

قد نصحتك ولن أسميهم لك. قال: إذًا أبعث بك إلى عدوك يوسف

ابن عمر. قال: وإن فعلت؟ قال: فبعث به إليه، فعذبه حتى قتله.

قال البخاري: قتل قريبًا من سنهَ عشرين.

وقال خليفة: قتل سنة ست وعشرين، وله نحو من ستين سنة.

روى له البخاري "أفعال العباد" قصة ذبحه الجعد

وروى له أبو داود: أنه أضعف الصاع، فصيره ستة عشر رطلًا.

قال أبو عبيدة: لما قتل خالد بن عبد الله لم يرثه أحد من العرب

على كثرة أياديه عندهم، إلا أبو الشَّغْب العَبْسي فقال:

ألا إن خير الناس حَيًّا وهالكًا ... أسير ثقيف عندهم في السلاسل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015