وقال غيره: كان أشرف من أن يكذب، ولي العراق سنة ست ومائة
إلى سنة عشرين (ومائة) (?)، فَعُزِل بيوسف بن عمر.
قال أبو المليح الرقي: سمعت خالدًا القسري على المنبر يقول: قد
اجتمع من فيئكم هذا ألفُ ألفٍ لم يظلم فيها مسلم ولا معاهد.
وقال العُتْبي، عن أبيه: خطب خالد بن عبد الله فانغلق عليه كلامه
وأُرْتج عليه فسكت، ثم قال: أيها الناس، إن هذا الكلام يجيء أحيانًا
ويَعْزُب أحيانًا، فيتسبب عند مجيئه سببه، ويتعذر عند عزوبه مطلبه، وقد
يرد إلى السَّليط (كلامه) (?) ويثوب إلى الحَصِرِ كلامه، وسيعود إلينا. ما
تحبون، ويعود إليكم كما تريدون.
وقال أبو (هشام) (?) الرفاعي: سمعت أبا بكر بن عياش يقول:
رأيت خالد بن عبد الله القسري حين أُتِيَّ بالمغيرة بن سعيد (?) وأصحابه،
قد وضع له سرير في المسجد فجلس عليه، ثم أمر برجل من أصحابه
فضربت عنقه، ، ثم قال. للمغيرة: أَحْيه -وكان يريهم أنه يحيي الموتى-
فقال: والله أصلحك الله ما أحيي الموتى! قال لتحيينه أو
لأضربن عنقك. قال: ما أقدر. فأمر بطن قصب فأضرموا فيه نارًا ثم
قال للمغيرة: اعتنقه. فأبى، فعدا رجل من أصحابه فاعتنقه. قال أبو
بكر: فرأيت النار تأكله وهو يشير بالسَّبَّابة.
قال خالد: هذا والله أحق بالرئاسة منك. ثم قتله، وقتل أصحابه.