وقال الأعمش (?): عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب الروم فمرض

، فلما احتضر قال: إذا مِتُّ فاحملوني، فإذا صففتم للعدو

فارموني تحت أقدامكم.

وقال سعيد بن عبد العزيز (?): (غزا معاوية بابنه) (?) يزيد في سنة

خمس وخمسين في البر والبحر حتى أجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل

القسطنطينية على بابها ثم قفل.

وروى قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه قال: أتيت مصر فرأيتهم قد

قفلوا من غزوهم، فأخبروني أنه لما كان عند انقضاء مغزاهم بحيث يراهم

العدو واحتضر أبو أيوب، فقال: إذا قُبضْتُ فلتركب الخيل، ثم القوا

العدو، فيردونكم حتى لا تجدوا مُتَقَدِّمًا، فاحفروا حينئذ لي قبرًا، ثم

ادفنوني، ثم سووه، ولتطأ الخيل والرجال عليه حتى لا يعرف.

وعن الأصمعي، عن أبيه: أن أبا أيوب غزا الروم فمات

بالقسطنطينية، فقبر مع سورها، وبني عليه، فلما أصبحوا أشرف عليهم

الروم فقالوا: يا معشر العرب، قد كان لكم الليلة شأن. فقالوا: مات

رجل من أكابر أصحاب نبينا -صلى الله عليه وسلم- والله لئن نبش لا ضُربِ بناقوس في بلاد

العرب! فكانوا إذا قحطوا، كشفوا عن قبره، فأمطروا.

وقال الواقدي: توفي سنة اثنين وخمسين، وصلى عليه يزيد، وقبر

بأصل حصن القسطنطينية، فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره يستسقون (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015