الله -صلى الله عليه وسلم- أنبأني أنا سنرى بعده أثرة. فقال معاوية: فبم أمركم؟ قال:
أَنْ نصبر. قال: فاصبروا إذًا. فأتى ابن عباس بالبصرة وقد وليها لعليٍّ،
فقال: يا أبا أيوب، إني أخرج عن مسكني كما خرجت عن مسكنك
لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمر أهله فخرجوا وأعطاه كل شيء أَغْلَقَ عليه الدار،
فلما كان انطلاقه قال: حاجتك؟ قال: حاجتي عطائي، وثمانية أعبد
يعملون في أرضي.
وكان عطاؤه أربعة آلاف (درهم) (?)، فأضعفها له [خمس] (?)
مرات، فأعطاه عشرين ألفًا وأربعين عبدًا.
وقال الهيثم وغيره: مات سنة خمسين. وقيل: بعد ذلك.
(قلت) (?) قال شعبة للحكم: شهد أبو أيوب (الأنصاري) (?)
صفين مع علي؟ قال: لا، ولكن شهد معه قتال أهل النهر.
وقال ابن عون: حدثني ابن سيرين قال: قدم أبو أيوب على معاوية
فأجلسه معه على السرير، فجعل معاوية يتحدث يقول: فعلنا وفعلنا -
وأهل الشام حوله- فقال: يا أبا أيوب، من قتل صاحب الفرس البلقاء
يوم كذا؟ قال أبو أيوب: أنا قتلته إذ أنت وأبوك على الجمل الأحمر معكما
لواء الكفر. فنكس معاوية، وتَنَمَّرَ أهل الشام، فرفع معاوية رأسه، وقال:
مه، مه! وإلا فَلَعمري ما عن هذا سألناك، ولا هذا أردنا منك (?).
وعن عمار بن غزية (?) قال: مرض أبو أيوب في الجيش، فعاده
يزيد -وهو أميرهم- فقال: إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو ...
وذكر الحديث.