وقال جابر: كلمت حسينًا فعصاني. وكتب إليه المسور بن مخرمة:

إياك أن تغتر بأهل العراق. وكتب إليه غير واحد سماهم، فصمم على

المسير، حتى قال له ابن عباس: والله إني لأظنك ستقتل غدًا بين نساثك

وبناتك كما قتل عثمان، وإني لا أخاف أن تكون الذي يُقاد به، فإنا لله

وإنا إليه راجعون. فقال: يا أبا العباس، إنك شيخ قد كبرت. فقال

ابن عباس: لولا أن يُزْرَى ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، ولو

أعلم أنا إذا تناصينا أقمت لفعلت. قال: لأن أقتل بمكان كذا أحب إليَّ

من أن تُسْتَحل بي، يعني بمكة. فبكى ابن عباس، وقال: أقررت عين

ابن الزبير، ثم خرج ابن عباس فلقي ابن الزبير فقال: قد أتى ما أحببت

قرت عينك، هذا أبو عبد الله يخرج ويتركك والحجاز ... إلى أن قال:

وخرج متوجهًا إلى العراق في عشر ذي الحجة سنة ستين.

محمد بن عبيد الطنافسي، ثنا شرحبيل (?) بن مدرك، عن عبد الله

ابن نُجي، عن أبيه أنه سافر مع علي وكان صاحب مطهرته، فلما

حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، قال: صبرًا أبا عبد الله صبرًا أبا

عبد الله بشط الفرات. قلت: ومن ذا أبو عبد الله؟ قال: " دخلت

على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعيناه تفيضان، فقلت: يا نبي الله، أغضبك أحد؟

فقال: قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات،

وقال: هل لك أن أشمك من تُربته؟ قلت: نعم. فمدّ يده فقبض قبضة من

تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا ".

عمارة بن زاذان، ثنا ثابت، عن أنس قال: " استأذن مَلَك القَطر

ربَّه أن يزور النبي -صلى الله عليه وسلم- فأذن له، وكان في يوم أم سلمة، فقال: يا أم سلمة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015