طويلًا.

فكتب معاوية إلى الحسين- رضي الله عنهما- أن من اْعطى الله صفقة

يمينه وعهده لجدير بالوفاء، وقد أنبئت أن قومًا دعوك إلى الشقاق وأهل

العرالتى ص قد جربت قد أفسدوا على أبيك وأخيك فاتق الله واذكر الميثاق،

فإنك متى تكِدْني أكِدْك.

فكتب إليه الحسين: أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عني لجدير،

والحسنات لا يهدي بها إلا الله، ولا أردت لك محاربة ولا عليك خلافًا،

وما أظن لي عند الله عذرًا في ترك جهادك، وما أعلم فئنة أعظم من

ولايتك أمر هذه الأمة.

فقال معاوية: إن أثَرْنا بأبي عبد الله إلا أسدًا.

قالوا: ولما احتضر معاوية قال ليزيد: انظر حسين بن فاطمة بنت

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه أحب. الناس إلى الناس، فصل رحمه وارفق به

يصلح لك أمره ... إلى أن قال: ولقي ابن عمر الحسين فقال: لا تخرج

فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنك بضعة

منه ولا تنالها- يعني الدنيا- فاعتنقه وبكى وودعه فكان ابن عمر يقول:

غلبنا الحسبن بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه واْخيه عبرة، ورأى من

الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرك ما عاش، وأن

يدخل في صالح ما فى خل فيه الناس، فإن الجماعة خير.

وقال له ابن عباس: أين تريد، إني كاره لوجهك هذا، تخرج إلى

قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك حتى تركهم سخطة ومَلةً لهم، أذكرك الله

أن تغرر بنفسك.

وقال أبو واقد الليثي: أدركت الحسين بملل فناشدته الله أن لا يخرج؛

فإنه يخرج في غير وجه خروج، إنما يقتل نفسه، فقال: لا أرجع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015