ثم غزا همذان فافتتحها عنوة، وافتتح الري، داليها انتهت فتوح

حذيفة، وذلك سنة اثنتين وعشرين، قال: ويقال: المغيرة افتتح همذان

سنة أربع وعشرين.

وقال عطاء بن السائب عن أبي البختري: قال حذيفة: "لو

حدثتكم بكل حديثي لكذبني ثلاثة أثلاثكم. ففطن له شاب فقال: فمن

يصدقك إذًا؟ فقال: إن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا يسألونه عن الخير،

وكنت أسأله عن الشر. فقيل: ما حملك على ذلك؟ فقال: إنه من

اعترف بالشر وقع في الخير".

وقال قتادة قال حذيفة: لو حدثتكم بكل ما أعلم لقتلت.

وقال محمد بن سعد: أنا عمرو بن عاصم، ثنا قُريب بن عبد الملك،

سمعت شيخًا جارًا لنا قال: قال حذيفة: خذوا عنا؛ فإنا لكم ثقة، ثم

خذوا عن الذين يأخذون عنا فإنهم لكم ثقة، ولا [تأخذوا] (?) عن

الذين يلونهم. قالوا: لم؟ قال: لأنهم يأخذون حُلو الحديث ويدعون

مُره، ولا يصلح حلوه إلا بمره.

وقال الأعمش: عن شمر بن عطية، قال حذيفة: ليس خياركم

من ترك الدنيا للآخرة، ولا خياركم من. ترك الآخرة للدنيا، ولكن

خياركم من أخذ من كلٍّ.

وقال الأعمش: عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة قال:

كنا مع حذيفة، فقال له عثمان: يا أبا عبد الله، ما هذا الذي يبلغني

عنك؟ قال: ما قلته. فقال عثمان: أنت أصدقهم وأبرهم. فلما خرج

قلت: يا أبا عبد الله، ألم تقل ما قلته؟ قال: بلى، ولكني أشتري

ديني ببعضه مخافة أن يذهب كله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015