ولذلك سرت بينك وبينهم. قال: فإن هؤلاء [فلانًا وفلانًا] (?) - حتى عَدَّ
أسماءهم - منافقون لا تخبرن أحدًا" (?).
وعن نافع بن جبير قال: "لم يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأسماء المنافقين
الذين نحَّسوا به ليلة العقبة بتبوك، غير حذيفة، وهم اثنا عشر رجلاً".
وقال زيد بن أسلم، عن أبيه: إن عمر قال: تمنوا. "فقال أحدهم:
أتمنى أن يكون مثل هذا البيت دراهم أنفقه في سبيل الله. وقال آخر كذا،
فقال: لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالاً مثل أبي
عبيدة، ومعاذ، وحذيفة، فأستعملهم في طاعة الله. ثم بعث بمال إلى أبي
عبيدة وقال: انظر ما يصنع. فلما أتاه قَسَّمَه، ثم بعث بمال إلى حذيفة،
وقال: انظر ما يصنع، فلما أتاه قَسَّمَه، فقال عمر: قد قلت لكم.
أيوب عن ابن سيرين: أن عمروإن إذا بعث أميرًا كتب إليهم:
ليسمعوا له ويطيعوا. فلما بعث حذيفة ركبوا إليه ليتلقوه، فلقوه على
بغل تحته إكاف (?)، وهو معترض عليه، فلم يعرفوه، فأجازوه فلقيهم
الناس فقالوا: أين الأمير؟ قالوا: هو الذي لقيتم. قال: فركضوا في
أثره فأدركوه وفي يده رغيف، وفي الأخرى عَرْق، وهو يأكل فسلموا
عليه"، فنظر إلى عظيم منهم فناوله العَرْق والرغيف، قال: فلما أغفل
ألقاه، أو قال: أعطاه خادمه (?).
قال أبو عبيدة: ومضى حذيفة بعد نهاوند إلى مدينة نهاوند فصالحهم
دينارٌ على ثمانمائة ألف درهم في العام، وغزا حذيفة الدِّينَوَر فافتتحها
عَنوة، وقد كانت فتحت لسعد، فانتقضت، ثم افتتح ماسَبَذان عنوة،