قلت: نعم. قال: فأراه صورة مغطاة. فقلت: ما رأيت شيئًا أشبه
بشيء من هذه الصورة به، كأنه طوله وجسمه، وبُعْدَ ما بين منكبيه،
قال: فتخاف أن يقتلوه؛ قلت: أظنهم قد فرغوا منه. قال:
لا والله لا يقتلوه، ولنقتلن من يريد قتله، وإنه لنبي، ولَيُظْهِرَنَّهُ الله،
ولكن قد وجب حقك علينا فامكث ما بدالك. فمكثت حينًا، ثم
قلت: لو اطلعتهم، فتدمت مكة فوجدتهم قد أخرجوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إلى المدينة، فلما قدمت، قامت قريش إليَّ فقالوا: قد تبين لنا أمرك،
فهلم أموال الصبية التي عندك استودعكها أبوك، فقلت: ما كنت لأفعل
حتى تفرقوا بين رأسي وجسدي، ولكن دعوني أذهب فأدفعها إليهم،
فقالوا: إن عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه. قال: فقدمت
المدينة، وقد بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر، فدخلت عليه، فقال لي فيما
يقول: إني لأراك جائعًا هلموا طعامًا. قلت: لا آكل خبزك، فإن رأيت
أن آكل أكلت، وحدثته بما أخذوا علي، قال: فأوف بعهدك.
وذكر ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر، وغيره قالوا: أعطى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الؤلفة قلوبهم، فأعطى جبير بن مطعم مائة من الإبل.
الهيثم بن عدي وخليفة وغيرهما: توفي سنة تسع وخمسين.
وقال الدائني: سنة ثمان وخمسين.
907 - [بخ م 4]: جبير (?) بن نفير الحضرمي، أبو عبد الله، أو أبو
عبد الرحمن، الحمصي.
أدرك حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأرسل عنه.
وروى عن: عبادة بن الصامت، وخالد بن الوليد، وأبي الدرداء،
وأبي ذر، وثوبان، وعوف بن مالك، وعائشة، وخلق.