ملئت كلّ شيء، فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال: انظر أين
بلغت السماء؟ فنظر فلم تعد أرضه إلَّا يسيرًا، وذلك في الصيف.
روى الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة نحو ذلك.
ابن عون، عن موسى بن أنس: أنا أبا بكر بعث إلى أنس ليوجهه
ساعيًا على البحرين، فدخل عليه (عمر) (?) فاستشاره أبو بكر، فقال:
ابعثه؛ فإنه لبيب كاتب.
وقال أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال: شكونا الحجاج، فكتب
أنس إلى عبد الملك: إني خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع سنين، والله لو
أن اليهود والنصارى أدركوا رجلًا خدم نبيهم لأكرموه. رواه أبو كريب
عنه.
جعفر بن سليمان، عن علي بن زيد قال: كنت بالقصر
فجاء أني، فقال الحجاج: هي يا خبيث، جوَّال في الفتن، مرّة مع
علي، ومرّة مع ابن الزبير، ومرة مع ابن الأشعث، أما والذي نفسي
بيده لأستأصلنك كما تستأصل الصمغة (?)، ولأجردنك كما يجرد
الضَّرب (?). قال: يقول أنس: من يعني الأمير؟ قال: إياك أعني،
أصمَّ الله سمعك. فاسترجع أنس، وشغل الحجاج، فخرج أنس
فتبعناه، فقال: لولا أني ذكرت ولدي وخشيته عليهم بعدي لكلمته بكلام
لا يستحييني بعده أبدًا.
وقال عبد الله بن سالم الأشعري، عن أزهر بن عبد الله الحرازي
قال: كنت في الخيل الذين بيتوا أنس بن مالك، وكان فيمن يؤلِّب على