7715 - : يحيى بن يحيى بن كثير بن وسُلاس [بن] (?) شملال بن
مَنْغايا الليثي مولاهم البربري المصمودي الأَندلسي القرطبي الفقيه أبو
محمد، أحد الأعلام وعالم الأندلس.
ولد سنة اثنتين وخمسين ومائة، وكان جده كثير قد دخل الأندلس
وسكنها، وتولى بني ليث.
طلب (?) يحيى العلم بقرطبة وسمع الموطأ في أيام مالك عن زياد بن
عبد الرَّحمن شَبَطون، وسمع من يحيى بن مضر وجماعة، ثم رحل
وحج وأدرك مالكًا فسمع منه الموطأ غير أبواب من الاعتكاف شك في
سماعها من مالك فرواها عن زياد عنه، وسمع من الليث بن سعد،
وسفيان بن عيينة، وابن وهب، وابن القاسم، وأقام على ابن وهب
حتى أخذ عنه موطأه وهو كبير جدًّا، وحمل عن ابن القاسم كتبًا عدة
وسؤالات، ثم عاد إلى المدينة ليسمع من مالك فوجده مريضًا فشهد
جنازته، وسمع أيضًا من القاسم بن عبد الله العمري، وأنس بن
عياض، انتفع به أهل الأندلس وحمل عنه خلق كثير، ونال من الرياسة
والحرمة الوافرة ما لَمْ ينله أحد.
روى عنه: ابنه عبيد الله، وبقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح،
ومحمد بن العباس بن الوليد، وصباح بن عبد الرَّحمن العتقي.
قال ابن عبد البر (?): عادت فتيا الأندلس بعد عيسي بن دينار عليه،
وانتهى السلطان والعامة إلى رأيه، وكان فقيهًا حسن الرأي، كان لا يرى
القنوت في الصبح ولا في غيرها ويقول: سمعت الليث بن سعد،