عرقبه، وصاح الناس: كفر الأشعث. فلما فرغ طرح سفه وقال: والله
ما كفرت ولكن زوجني هذا الرجل أخته، ولو كنا في بلادنا
لكانت لنا وليمة غير هذه، يا أهل المدينة، انحروا وكلوا، ويا أصحاب
الإبل، تعالوا خذوا شرواها.
قال أبو عبيدة: كان الأشعث يوم صفين على ميمنة علي.
وقال أحمد بن حنبل: ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان، حدثني أبو
الصلت صليم الحضرمي قال: شهدنا صفين، فإنا على صفوفنا قد حلنا
بين أهل العراق وبين الماء، فأتانا فارس مقنع فسلم، وقال: أين معاوية؟
قلنا: هو ذا. فأقبل حتى. وقف وحسر عن رأسه، فإذا هو الأشعث بن
قيس فقال: (الله) (?) الله يا معاوية في الأمة، هَبُوا أنكم قتلتم أهل
العم اق، فمن اللبعوث) (?) والذراري؟ أم هَبُوا أنا قتلنا أهل الشام فمن
للبعوث والذراري؟ الله الله؛ فإن الله يقول {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (?).
قال: فما تريد؟ قال خلوا بيننا وبين الماء، وإلا وضعنا أسيافنا على
عواتقنا، ثم نمضي حتى نرد الماء أو نموت دونه.
فقال معاوية لأبي الأعور السلمي: خل بين إخواننا وبين الماء فقال:
كلا، والله. فعزم عليه معاوية، ثم لَمْ يلبثوا حتى كان الصلح.
وقال الأعمش، عن حيان أبي سعيد التيمي قال: حَذَّر الأشعث من
الفتن. فقيل له: إنك خرجت مع علي. قال: ومن لك بإمام مثل
علي.