دؤاد أيهما أنبل؟ فقال: كان أحمد يجد مع جاريته وبنته، ويحيى يهزل
مع خصمه وعدوه. وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى
ابن أكثم يقول: من قال: القرآن مخلوق، يستتاب، فإن تاب وإلا
ضربت عنقه. وقال إبراهيم الحربي: جاء رجل يسأل يحيى بن أكثم
فقال له: أيش توسمت في وأنا قاض، والقاضي يأخذ ولا يعطي، وأنا
من مرو، وأنت. تعرف ضيقهم، وأنا من تميم والمثل إلى بخل تميم.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: لما سمع يحيى ابن أكثم من ابن المبارك
وكان صغيرًا صنع أبوه طعامًا ودعا الناس، ثم قال: اشهدوا أن هذا
سمع من ابن المبارك وهو صغير. وقيل: إن يحيى ابن أكثم ولي قضاء
البصرة وهو ابن إحدى وعشرين سنة فاستصغروه وقالوا: كم سن
القاضي؟ قال: من عتاب بن أسيد حين ولاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على
مكة. وقيل أنه قال: أنا أكبر من عتاب، وأكبر من معاذ بن
جبل الذىِ وجه به النبي -صلى الله عليه وسلم- قاضيًا على اليمن، وأكبر من كعب ابن
سور الذي وجهه عمر قاضيًا على البصرة. قال عبد الله بن محمود
المروزي: سمعت يحيى بن أكثم يقول: كنت قاضيًا وأميرًا ووزيرًا
[وقاضيًا] (?) على القضاة، ما ولج سمعي أحلى من قول المستملي: من
ذكت رضي الله عنك. وقال نفطويه: حج سنة اثنتين وأربعين فأخبرني
محمد بن جعفر عن داود بن علي قال: صحبت يحيى إلى مكة وقد
حمل معه أخته وعزم على الجاورة، فلما اتصل به رجوع المتوكل
(له) (?) رجع يريد العراق فمات بالربذة وقبره بها. وقال أبو العباس
السراج: مات بالربذة لخمس عشرة خلت من ذي الحجة. وقال أحمد بن
كامل القاضي: مات في غرة سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وقال محمد