مما يرمى به، ولقد كنت أقف على سرائره فاجده شديد الخوف لله -عز
وجل- ولكنه كانت فيه دعابة. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: لا
يشتغل بما يحكى عنه، وأكثرها لا يصح عنه. قال أبو العيناء -واللفظ
له- ومحمد بن منصور قال: كنا مع المأمون في طريق الشام فأمر فنودي
بتحليل المتعة، فقال لنا يحيى بن أكثم: بكِّرا غدًا إليه فإن رأيتما للقول
وجهًا فقولا. قال: فدخلنا وهو مغتاظ يقول: "متعتان كانتا على عهد
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى عهد أبي بكر وأنا أنهى عنهما" ومن أنت يا أحول
حتى تنهى عما فعله النبى -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر. فأومأت إلى محمد بن منصور
أن أمسك، رجل يقول في عمر -رضي الله عنه- ما يقول نكلمه نحن؟ !
فجاء يحيى فجلس وجلسنا، فقال المأمون ليحيى: ما لي أراك متغيرًا؟
قال: هو غم يا أمير المؤمنين لما حدث في الإسلام. قال: وما هو؟
قال: النداء بتحليل الزنا. قال: الزنا؟ ! قال: نعم المتعة زنا. قال:
ومن أينِ قلت هذا؟ قال: من كتاب الله -عز وجل- قال الله -تعالى-
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ} (?) يا أمير المؤمنين، زوجة "المتعة ملك يمين؟ قال: لا. قال:
فهي الزوجة التي عنى الله -عز وجل- ترث وتورث وتلحق الولد ولها
شرائطها؟ قال: لا. قال: فقد صار متجاوز هذين من العادين،
وهذا الزهري يا أمير المؤمنين روى عن ابني محمد ابن الحنفية، عن
أبيهما، عن علي قال: "أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن أنادي بالنهي عن المتعة"
فالتفت إلينا المأمون فقال: أمحفوظ هذا من حديث الزهري؟
قلنا: نعم يا أمير المؤمنين، رواه جماعة منهم مالك (?). فقال: أستغفر