إلى ارتفاع النهار ثم ينصرف فيقيل، ثم يصلي الظهر، ثم يقصد
المشرعة التي كان يصعد منها أصحاب الروايا فيريحون نواضحهم،
فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى
مسجده فيصلي ويجلس يدرس القرآن، ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم
يدخل منزله فيفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم تقدم إليه
قرابة فيها نحو من عشرة أرطال نبيذ فيشرب منها، ثم يقوم فيصلي
ورده، كلما صلى ركعتين أو أكثر شرب منها حتى ينفذها ثم ينام. وقال
إسحاق بن بهلول (?): قدم علينا وكيع الأنبار فنزل في مسجد على الفرات
وسمعت منه فطلب مني نبيذًا فجئت (?) به، وأقبلت أقرأ عليه الحديث
وهو يشرب، فلما نفد ما جئته به أطفأ السراج، فقلت: ما هذا؟ !
فقال: لو زدتنا زدناك. وقال ابن معين (?): سمعت رجلا سأل وكيعًا
فقال: يا أبا سفيان، شربت البارحة نبيذًا فرأيت فيما يرى النائم كأن
رجلا يقول: إنك شربت خمرًا. فقال وكيع: ذاك الشيطان. وقال
محمد بن يحيى: قال نعيم بن حماد (?): تعشينا عند وكيع فقال: أي
شيء تريدون أجيئكم من النبيذ؟ نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ فقلت:
تقول هذا! قال: هو عندي أحل من ماء الفرات. قلت له: ماء
الفرات لم يختلف فيه، وقد اختلف في هذا. وعن وكيع
قال: قال لي الرشيد (?): إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيًا فخذ عهدك.
فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا شيخ وإحدى عيني ذاهبة والأخرى ضعيفة.
قال أبو داود (?): وكيع أحفظ، وعبد الرحمن بن مهدي أتقن، وقد
التقيا بعد العشاء في المسجد الحرام فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح. وقال