قد روي، فلا أبالي من حمل الخطأ! وقال أبو داود أيضًا: كان فَضلك
يدور على أحاديث الشوخ يلقنها هشامًا فيحدثه بها، وكنت أخشى أن
يفتق في الإسلام فتقًا.
وقال ابن عدي: سمعت قسطنطين بن عبد الله [مولى المعتمد] (?)
يقول: حضرت مجلس هشام فقال له إلمستملي: من ذكرت؟ فقال:
حَدَّثَنَا بعض مشايخنا، ثم نعس، ثم قال له: من ذكرت؟ فنعس فقال
: لا تنتفعوا به! فجمعوا له شيئًا فاعطوه فكان يملي عليهم حتى يَملُّوا.
وقال ابن [وارة] (?): عزمت زمانًا أن أمسك عن حديثه؛ لأنه كان يبيع
الحديث.
وقال صالح بن محمد: كان يأخذ على الحديث ولا يحدث ما لَمْ
يأخذ. فقال مرّة: حدثني بحديث لعلي بن الجعد فقال صالح: ثنا
علي، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال:
علم مجانًا كما علمت مجانًا، فقال: تعرضت بي يا أبا علي! فقلت
: بل قصدتك وشارطته أن أقرأ عليه كلّ ليلة بانتخابي ورقة، فكنت آخذ
الكاغد الفرعوني واكتب مقرمطًا، فيقول: ليس هذه ورقة هذه شُقَّة!
وقال عبد الله بن محمد بن سيار: كان هشام بن عمار يلقن كلّ شيء،
ويقول: أنا قد أخرجت هذه الآحاديث صحاحًا وقال الله - تعالى -:
{فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (?) وكان
يأخذ على كلّ ورقتين درهمًا ويشارط ويقول: إن كان الخط دقيقًا فليس
[بيني] (?) وبين الدقيق عمل. فقلت له: إن كنت تحفظ فحدث وإلا