رجل صالح متعبد. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتًا سريع القراءة، وكان
يريد أن يترسل فلا يستطيع، وكان يختم في الضحى، وكان يعرف ذلك
منه بسجود القرآن، وكان قد تحوَّل ونزل المبارك على تسع فراسخ من
واسط. قال إبراهيم بن عبد الله الهروي: قال هشيم: لو قيل لمنصور
ابن زاذان إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل؛ وذلك
أنه كان يخرج فيصلي الغداة في جماعة، ثم يجلس فيسبح حتى تطلع
الشمس، ثم يصلي إلى الزوال، ثم يصلي إلى العصر، ثم يجلس
فيسبح إلى المغرب، ثم يصلي المغرب، ويصلي إلى عشاء الآخرة ثم
ينصرف إلى بيته فنكتب عنه في ذلك الوقت. قال أبو معمر القطيعي:
قال عباد بن العوام: شهدت جنازة منصور بن زاذان فرأيت النصارى
على حدة، واليهود على حدة، والمجوس على حدة، وأخذ خالي بيدي
من كثرة الزحام وأنا حدث. قال يزيد بن هارون: رأيت أبا العلاء
(?) القصاب في النوم فقلت: ما [صنع] (?) الله بكم؟ قال: غفر
لنا. قلت: ما فعل منصور بن زاذان؟ قال: هيهات منصور من يراه،
نرى قصوره، نرى قهارمته، منصور من يراه. قال يزيد بن هارون:
مات في الوباء سنة إحدى وثلاثين ومائة. قال ابن أبي عاصم: سنة ثمان
وعشرين.
قلت (?): أخبرنا إسحاق الصفار، أنا ابن خليل، أنا اللبان، أنا
أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، أبنا ابن حيان، ثنا أحمد بن الحسين،
ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثني محمد بن عيينة، حدثني مخلد
ابن الحسين، عن هشام بن حسان، قال: كنت أصلي أنا ومنصور بن