فنظر فيها مالك، ثم جعلها تحت مُصلاه، فلما قام من عنده أراني الرقعة فإذا

شيها: رأيت الليلة كأنه يقال: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فأتيته فإذا ناحية

الكلَبر قد انفرجت وإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس والناس حوله يقولون: يا رسول

الله، مر لنا، شقال: إني [قد] (?) كنزت تحت المنبر كنزًا وقد أمرت مالكًا أن

يقسمه فيكم فاذهبوا إليه. فانصرف الناس وبعضهم يقول لبعض: ما ترون مالكًا

فاعلاً؟ فقال بعضهم ينفذ لا أمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فرقَّ مالك وبكى ثم

خرجت من عنده وتركته على تلك الحال. قال الواقدي: مات مالك وهو ابن

تسعين سنة، وحُمل به ثلاث سنين.

وقال إسماعيل بن أبي أويس: اشتكى مالك أيامًا يسيرة، فسألت بعض أهلنا

عما قال عند الموت، فقالوا: تشهد ثم قال: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} (?)

وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربغ الأول سنة تسع وسبعين ومائة، وصلى عليه

والي المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن

عباس، ودُفِنَ بالبقيع وكان ابن خمس وثمانين سنة. قال ابن سعد: فذكرت

ذلك لصعب فقال: أنا أحفظ الناس لوت مالك، مات في صفر. وقال

الخطيب: حَدَّث عنه الزهري، وزكريا بن دويد الكندي، وبين وفاتيهما مائة

وسبع وثلاثون سنة.

قلت (?): (مالك أعرف) (?) من أن يعرف به، واسمه قد طبق الأرض،

وعلمه قد سار في الآفاق، ؤقد وسقت كثيرًا من مناقبه في تاريخ الإسلام. قال

حرملة: قال الشافعي: مالك حجة الله على خلقه بعد التابعين.

وقال الشافعي: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز. وكان مالك عند

الشافعي أعلم من أبي حنيفة.

قال ابن أبي حاتم (?) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد

الحكم، سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: أيهما أعلم صاحبنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015