ثمان وخمسين ومائتين، وبلغ ستًا وثمانين سنة.
قلت (?): قال أبو بكر الجارودي: بلغني أن محمد بن يحيى كان في مجلس
يحيى بن يحيى، فنظر عليّ بن سلمة اللبقي إلى حُسن خطه وتقييده،
فقاك: يا بني ألا أنصحك؟ إن أبا زكريا يحدثك عن سفيان بن عيينة، وهو حي
بمكة، وعن وكيع وهو حي بالكوفة، وعن يحيى بن سعيد القطان وهو حي
بالبصرة، فاخرج في طلب العلم، فعمل فيه قوله، وتأهب للخروج فقدم
أصبهان فأقام بها أيامًا وسمع من عبد الرحمن بن مهدي، والحسين بن حفص،
ثم خرج إلى البصرة، وقد مات يحيى بن سعيد فأكثر المقام بها وكتب عن أبي
داود الطيالسي. وقال الحسين بن الحسن: سمعت محمد بن يحيى يقول:
ارتحلت ثلاث رحلات، وأنفقت على العلم مائة وخمسين ألفًا. وقال ابن خزيمة:
حدثنا محمد ابن يحيى الذهلي، إمام أهل عصره أسكنه الله جنته مع مُحبَّيه،
وقال السلمي عن الدارقطني قال: من أحب أن يعرف قصور علمه عن علم
السلف، فلينظر في علل حديث الزهري لمحمد بن يحيى. وقال ابن خزيمة:
سمعت الذهلي يقول: لم يرو أحد عن الزهري إلا أخطأ في حديثه غير مالك.
وقال أبو عبد الله الحاكم في تاريخه أنا أبو الحسين محمد بن يعقوب، ثنا الحسين
ابن (الحسين) (?) القاضي بأنطاكية، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا
سعيد بن أبي مريم أخبرني محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة: "أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يطلبان أرض
النبي - صلى الله عليه وسلم - من فدك وسهمه من خيبر فقال أبو بكر: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا
نورث؛ ما تركنا صدقة (?) " قال يعقوب بن محمد الصيدلاني: مات الذهلي يوم
الإثنين لأربع بقين من ربيع الأول.
قلت: مسند الزهري لمحمد بن يحيى في نحومجلدين. قال محمد بن يحيى
: قال لي علي بن المديني: أنت وارث الزهري.