قال عاصم ابن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق.
وقال هارون بن معروف: سمعت أبا معاوية يقول: كان ابن إسحاق من أحفظ
الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء
فاستودعها محمد بن إسحاق قال: احفظها علي، فإن نسيتها كنت قد حفظتها
علي. وقال أبو جعفر النفيلي عن عبد الله بن فائد. كنا إذا جلسنا إلى [محمد]
(?) إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه في ذلك الفن، وقال هشام
ابن عروة: يحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة؛ والله إن رآها قط! قال عبد
الله بن أحمد: فحدثت به أبي، فقال: ولم ينكر هشام؟ ! لعله جاء فاستأذن
عليها [يعني: ] (?) ولم يعلم هشام (?) وقال ابن عيينة: أخبرني ابن إسحاق أن
فاطمة بنت المنذر حدثته وأنه دخل عليها. قال الأثرم: سألت أبا عبد الله عن ابن
إسحاق فقال: حسن الحديث. ثم قال: قال مالك: هو دجال من الدجاجلة.
قال الخطيب: أطلق مالك -رحمه الله- لسانه في قوم معروفين بالثقة والصلاح.
قال زكريا الساجي: حدثني أحمد بن محمد البغدادي، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا
محمد بن فليح قال: قال لي مالك: هشام بن عروة كذاب. قال أحمد بن
محمد: فسألت يحيى بن معين فقال: عسى أراد في الكلام؛ فأما في الحديث
فهو ثقة. قال: وقال إبراهيم بن المنذر: حدثني عبد الله بن نافع قال: كان ابن
أبي ذئب، والماجشون، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن إسحاق يتكلمون في
مالك، وكان أشدهم فيه كلاما ابن إسحاق كان يقول: ائتوني ببعض كتبه حتى
أبين عيوبه؛ أنا بَيطار كتبه. قال الخطيب: راويها عن إبراهيم بن المنذر غير
معروف عندنا، وكلام مالك في ابن إسحاق مشهور غير خاف. وقال ابن المديني
عن ابن عيينة: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من
أهل المدينة، ولا يقول فيه شيئًا. وقال البخاري: رأيت علي بن عبد الله يحتج
بابن إسحاق، وقال لي إبراهيم بن حمزة: كان عند إبراهيم بن سعد، عن
محمد بن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي،
وإبراهيم بن سعد من أكثر أهل المدينة حديثًا في زمانه. وقال محمد بن فليح: